الشريف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الشريف

منتدى اسلامى


    حكم التضحية بالعجول المسمنة التي لم تبلغ السن الشرعي

    avatar
    محمود شحات الشريف


    المساهمات : 74
    تاريخ التسجيل : 11/12/2010

    حكم التضحية بالعجول المسمنة التي لم تبلغ السن الشرعي Empty حكم التضحية بالعجول المسمنة التي لم تبلغ السن الشرعي

    مُساهمة  محمود شحات الشريف الخميس أغسطس 25, 2011 12:19 am

    حكم التضحية بالعجول المسمَّنة التي لم تبلغ السن الشرعي



    الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على الصادق الوعد الأمين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ............... أما بعد :
    اعلم أخي المسلم أن الكثير من التجار في زماننا هذا , لا يهمهم من تجارتهم إلا جمع الأموال و لا يكترثون من حل أو حرام , فيقومون باستيراد العجول المسمنة التي لا تصلح التضحية بها , و الناظر إليها للوهلة الأولى يظن أنها قد بلغت السن الشرعي للأضحية , و لكن عند التأمل يعلم أنها دون السن المقرر شرعا للأضحية .
    قال الشيخ حسام الدين عفانة حفظه الله : " إن الإلتزام بالسن المقرر شرعا في الأضحية أمر مطلوب شرعا , و لا تجوز مخالفته بالنقص عنه و لكن بعض الناس تعارفوا في بعض المناطق, على التضحية بالعجول المسمنة التي تقل أعمارها عن السن المطلوب شرعا , و غالبها له من العمر تسعة أشهر إلى سنة و نصف , و يظنون أن هذه العجول السمينة تجزئ في الأضاحي " و قد بحثت في هذه المسألة بحثا مطولا في كتب الفقهاء , فلم أجد أحدا منهم قال بجواز النقص عن السن المقرر شرعا , حتى إني لأظن أن قضية السن في الأضحية تعبدية حيث خص من هذا الحكم واحدا أو اثنين من الصحابة بنص أحاديث النبي (صلى الله عليه و سلم ) كما سيأتي , و بناء على ذلك أقول : لقد وردت الأحاديث التي أشارت إلى السن المعتبر في الأضاحي , و التي اعتمد عليها الفقهاء في تحديد السن المعتبر شرعا , و اعتبروا ذلك شرطا من شروط صحة الأضحية .

    فقد اتفق العلماء على أنه تجوز التضحية بالثني من الإبل و البقر و الماعز , و المراد بالثني كما نقل ابن قدامة عن أئمة اللغة هي ( إذا مضت الخامسة على البعير _ أي الإبل _ و دخل السادسة و ألقى ثنيته فهو حينئذ ثني ... و أما البقرة فهي التي لها سنتان لأن النبي (صلى الله عليه و سلم ) قال " لا تذبحوا إلا مسنة " رواه مسلم , و مسنة البقر التي لها سنتان )
    المجموع( 394: 8 )
    و اتفق العلماء على أنه لا يجزئ الجذع من البقر و هو من وقت ولادته إلى أن يبلغ سنتين , و العجل المسمن ذو الأشهر التسعة هو جذع لا يجزئ في الأضحية, وكونه سمينا و أكثر لحما من الذي بلغ سنتين من عمره ليس سببا في ترك السن المعتمدة شرعا و هي سنتان فما فوق .
    أما من الغنم فما بلغ سنة فما فوق غير أن الضأن يجزئ ستة أشهر إن كان سمينا لإجازة النبي (صلى الله عليه و سلم ) .
    إذا فمن هنا نعلم أن العلماء جميعا اتفقوا انه لا تجوز التضحية بما دون الثني سواء من البقر أو الغنم أو الإبل قال الإمام النووي : ( و أجمعت الأمة على أنه لا تجزئ من الإبل و البقر و المعز إلا الثني ) المغني (440/9) , و إذا انعقد الإجماع على حكم أصبح كأنه من عند الله سبحانه و تعالى لحديث النبي (صلى الله عليه و سلم ) :" لا تجتمع أمتي على ضلالة " .
    و إن المدقق للأحاديث المشيرة إلى السن الشرعي للأضحية يعلم أن لا يجوز تجاوز تلك السن .
    عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : قال النبي (صلى الله عليه و سلم ) " إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر , من فعله فقد أصاب سنتنا و من ذبح قبل ذلك فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شيء , فقام أبو بردة بن نيار و قد ذبح فقال إن عندي جذعة , فقال اذبحها و لن تجزئ عن أحد بعدك " رواه البخاري
    و إن الناظر في هذا الحديث يجد أن النبي (صلى الله عليه و سلم ) قال عن الذي ذبح قبل الصلاة أنه ما أصاب النسك في شيء لأن وقت الأضحية شرط لصحتها و كذلك السن فينطبق عليه الحديث ثم في الشطر الثاني من الحديث قام أبو بردة و قد ذبح قبل الوقت و ما عنده إلا جذعة _ أي تحت السن الشرعي _ فقال له النبي (صلى الله عليه و سلم ) اذبحها و لن تجزئ عن أحد بعدك أي إلى يوم الدين , و لا شك أن النبي (صلى الله عليه و سلم ) لا ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحى و مع ذلك قال لن تجزئ عن أحد بعدك مع علم الله سبحانه و تعالى الذى أوحى للنبي (صلى الله عليه و سلم ) بما سيحل بالأمة فإنه سبحانه علم ما كان و ما يكون وما سيكون لو كان كيف كان يكون.
    وسأنقل بفضل الله سبحانه و تعالى بعض أقوال العلماء في هذا الموضوع :
    أولا : يقول الإمام ابن قدامة المقدسي المولود سنة 541هـ و هو من كبار العلماء في كتابه العظيم الذي يعتبر من أهم المتون في الفقه الحنبلي ( و لا يجزي إلا الجذع من الضأن و الثني مما سواه و ثني الإبل ما كمل له خمس سنين و من البقر ما له سنتان و من المعز ما له سنة).
    ثانيا : يقول الشيخ أبو بكر الجزائري في كتابه الماتع ( منهاج المسلم ) و ذكر أول أحكام الأضحية : (سنها : لا يجزئ من الأضحية من الضأن أقل من الجذع و هو ما قارب على السنة و في غير الضأن أي من المعز أو البقر أو الإبل لا يجزئ إلا الثني و هو في الماعز ما أوفى سنة و دخل في الثانية وفي الإبل ما أوفى خمس و دخل في السادسة و في البقر ما أوفى سنتين و دخل في الثالثة لقوله (صلى الله عليه و سلم ) " لا تذبحوا إلا المسنة " رواه مسلم , و المسنة هي الثنية ) .
    وهناك الكثير من العلماء بل كلهم من يقول بهذا الرأي و منهم الأئمة الأربعة و ابن تيمية و ابن القيم و شيخنا الألباني و ابن عثيمين و ابن باز رحمهم الله جميعا وغيرهم الكثير و لا نعلم من العلماء مخالفا بل لقد نقل الإمام النووي الإجماع على ذلك كما ذكرنا آنفا .
    و بناء على ما تقدم لا تصح التضحية بالعجول المسمنة مهما بلغ وزنها و لا بد من الإلتزام بالسن المقرر شرعا عند الفقهاء .
    وأريد أن أنوه هنا للمحتجين بالحصار عندنا في غزة أن الأضحية مطلوبة شرعا بشروطها , فإن لم يجد الإنسان و كان في نيته التضحية فله أجر المضحي بالنية و قد التزم السنة و لم يضحي تحت السن الشرعي ولكن هذا لا يمنع أن يذبح و يوزع اللحم على الفقراء أو يوزع الأموال التي كان يريد أن يضحي بها على الفقراء و له الأجر من الله سبحانه و تعالى فلا تعارض بين الأضحية و الصدقات و من أصاب الاثنين كان أفضل , أما بالنسبة للمحتجين بـ _ الضرورات تبيح المحظورات _ فأقول لهم الأضحية لا تأخذ حكم الضرورة فإنك إن لم تضحي لم يحصل لك الهلاك أو الأذى الشديد , و الضرورة إما أن يخشى الإنسان الهلاك أو يكره عن طريق التهديد بشيء مهلك أو عذاب شديد , و الله سبحانه و تعالى يعذر العبد إن لم يقدر على الإتيان بالأضحية المطلوبة لسبب خارج عن إرادته , و لا يحاسبه على ما لا طاقة له به , و أذكر لكم هذه الكلمة الرائعة لشيخنا ابن عثيمين رحمه الله : ( و انني بهذه المناسبة أوجه نصيحة إلى إخواني ليعلموا أنه ليس المقصود بالأضحية مجرد اللحم فإن هذا يحصل بشراء الإنسان لحما كثيرا و توزيعه على الفقراء لكن المقصود و الأهم هو التقرب إلى الله سبحانه و تعالى بالذبح فالذبح من أفضل الأعمال الصالحة كما قال تعالى : ( قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين * لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين ) و قوله تعالى ( لن ينال الله لحومها و لا دمائها و لكن يناله التقوى منكم ).) انتهى كلامه رحمه الله .
    فكيف يعقل أن يتقرب الإنسان إلى الله بمخالفة النبي (صلى الله عليه و سلم ) فالله سبحانه و تعالى أمرك بالتقرب إليه على لسان نبيه (صلى الله عليه و سلم ) بشيء معين , و لم تستطع إليه سبيلا , فهل تتقرب إليه بشيء مخالف لأمره !!!!!!!!!! .
    فيا راغبا بشفاعة الحبيب ............... الزم سنة الحبيب
    و الآن أخي في الله , أما و قد علمت الحكم , من سنة النبي العدنان , و أقوال الأئمة الأعلام
    فما عليك إلا الإذعان , لله و لرسوله و الانقياد , ولا تكابر و تظهر العناد , يقول الله سبحانه و تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحيكم ) .
    و قد يقول البعض إن الشيخ الفلاني أفتى بكذا و الدكتور الفلاني أفتى بكذا , أقول لك إنهم ليسوا بحجة على الدين و ليسوا حجة على الإسلام و هذا الشيخ قد يخطئ فهو ليس معصوما , فلا تكن كاليهود و النصارى ( اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله ) , ثم إنه لو خالف إمام من الأئمة الإجماع حتى و لو كان فقيه عصره , قوله مردود عليه لأن الإجماع إذا انعقد على أمر أصبح كأنه من عند الله سبحانه كما ذكرنا آنفا , و ها قد جئتك يا أخي بكلام النبي (صلى الله عليه و سلم ) و كلام أئمة الهدى , فما عليك إلا التسليم و لا تتبع الهوى و تكن من المقلدين على عمى و بغير هدى , و صدق الشاعر حين قال :
    قل للولى حكموا بقول خواجة ............... قد عششت في قلبه الأهواء
    عجبا لنا بالأمس قال الشافعي .............. و سواه قولا ليس فيه خفاء
    لا تتركوا قول الرسول لقولنا ............... إن تفعلوا هذا فنحن براء
    هو وحده المعصوم فاستمعوا له ........... و دعوا سواه فإننا خطاء
    و اليوم من عجب أقول لكم .............. دعوا أحكام مسيو إنها بتراء
    لا تتركوا قول الإله لقوله .................هذا ضلال واضح و شقاء
    لقد استقلت مصر و استغنت بما........... حازت ولمّا يستقل قضاء
    و الآن أخي الكريم لا يسعني إلا أن أسأل الله سبحانه و تعالى أن يردنا إلى الكتاب و السنة رداً جميلا , و أن تكون قد أذعنت لأمر رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) , و أسأل الله لك الهداية و الرشاد و لجميع أمة الحبيب (صلى الله عليه و سلم ) .
    و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و على كل من اتبع هديه إلى يوم الدين
    و الحمد لله رب العالمين .

    للتحميل هذه الوريقات على هيئة ملف PDF
    من هنا
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 01, 2024 11:28 pm