الشريف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الشريف

منتدى اسلامى


    الدرس الثالث استشهاد امير المؤمنين رضى الله عنه

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 499
    تاريخ التسجيل : 07/12/2010
    العمر : 39
    الموقع : الشريف

    الدرس الثالث استشهاد امير المؤمنين رضى الله عنه Empty الدرس الثالث استشهاد امير المؤمنين رضى الله عنه

    مُساهمة  Admin الجمعة مايو 24, 2013 11:20 pm

    الدرس الثالث
    مقتل امير المؤمنين عمربن الخطاب رضى الله عنه


    23هـ : قام ( بابا علاء الدين ) كما تسميه الرافضة فهو رمز من رموزهم في الحرب ضد الإسلام ، واسمه أبو لؤلؤة المجوسي ، قام بقتل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

    القصة الكاملة لاستشهاد أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب - رضى الله عنه -
    فاجعة مقتل الخليفة عمر بن الخطاب ررضى الله عنه

    على الرغم من سياسة العدل والخوف من الله تعالى الذى اتسم به عمر - رضى الله عنه - فى تسيير شؤون الدولة الإسلامية ، إلا أن هذا لم يشفع الحاقدين والمغرضين الذين امتلأت قلوبهم حقداً وكرهاً على أمير المؤمنين عمر -رضى الله عنه- ؛ فلا ريب فى حقدهم ، فقد طمس بإيمانه العظيم بالله تعالى ، معالم الشرك فى البلاد المفتوحة ، وقضى على البدع والأهواء والزيغ و الفساد ، وأحل بدلاً من ذلك العدل والأمن والرخاء ، قال الهرمزان ملك الأهواز - قاتله الله - حينما قدم المدينة على عمر: (عدلت فأمنت فنمت) .


    وكان ابن مسعود - رضى الله عنه - إذا ذكر عمر أخذ يبكى حتى يبتل الحصى من دموعه ، ثم يقول : (( إن عمر كان حصناً حصيناً للإسلام ، وما رأيت عمر قط إلا وكأن بين عينيه ملكاً يسدده .. كان إسلامه فتحاً ، وكانت هجرته نصراً ، وكانت إمارته رحمة )).


    حقاً لقد أسس - رضى الله عنه - دولة إسلامية مترامية الأطراف ، أقام أركانها ووطد بنيانها ، وبسطها حتى بلغت بحر قزوين وجنوب آسيا الصغرى شمالاً ، وحدود ليبيا غرباً وأرض النوبة جنوباً وخراسان وسجستان شرقاً ، حكم عشرة أعوام ونحو نصف عام ، فيسر الله له أن تكون دولته أقوى دولة فى زمانه .



    لذلك لم يكن مقتل عمر - رضى الله عنه - حادثا فرديا عابرا بل كان مؤامرة سياسية واسعة أشتركت فيها كل القوى المعادية للإسلام آنذاك ؛ ممثلة فى تلك الشخصيات التى ظهرت على مسرح الأحداث وتحدثت عنها الروايات التاريخية وبينت لنا أطراف الجريمة والمؤامرة .

    حيث كان المتآمرون على قتله - رضى الله عنه - ثلاثة رؤوس رئيسة ، ورابع مختلف عليه:

    1. الهرمزان : الفارسى المجوسى ، ملك الأهواز ومن كبار قادة الفرس فى حربهم ضد المسلمين فى معركة القادسية ، وقبلها وبعدها . وقد هزمه الله على أيدى المسلمين الفاتحين فى معركة تُستر ، وأُلقى القبض عليه وسيق أسيراً إلى المدينة ، فى سنة 17 هـ على الأرجح وبقى فيها بعد ما أخذ الأمان من الخليفة عمر -رضى الله عنه-.

    2. أبو لؤلؤة فيروز : عبد للمغيرة بن شعبة - رضى الله عنه - ، أخذه من حروب الفرس وكان فارسياً مجوسياً ، وقع رقيقاً عبداً فى أحد حروب المسلمين للفرس ، ولما وزع العبيد الأرقاء على المجاهدين ، كان هو من نصيب المغيرة بن شعبة - رضى الله عنه -.

    وقد ألح المغيرة بن شعبة على عمر - رضى الله عنه - فى أن يقيم أبو لؤلؤة فى المدينة لينتفع به المسلمون فهو حداد نجار نقاش صانع ، ويستفيد المغيرة من دخله وأمواله ، لأنه عبد له ! فأذن عمر بذلك .

    3. جفينة : عبد رقيق نصرانى رومى ، كان من سبى الروم فى فتوح الشام ، وصار رقيقا من نصيب أحد المسلمين ، وأقام فى المدينة .

    4. كعب الأحبار : وكان من يهود اليمن ، ومن أحبار اليهود هناك ، والعالمين بالتوراة وقد أسلم فى خلافة عمر -رضى الله عنه- ، وانتقل من اليمن إلى المدينة وأقام فيها ، وهذا الرابع مختلف عليه !

    تآمر هؤلاء المغرضون على حياة عمر -رضى الله عنه- ، حيث أخبر كعب الأحبار عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - أنه قد دنا أجله ، وقربت وفاته ، وزعم أن هذا مذكور فى التوراة! "1"

    وقبل اغتيال عمر - رضى الله عنه - جاء أبو لؤلؤة فيروز الفارسى شاكياً سيده المغيرة بن شعبة ، وقد كان المغيرة يطلب منه أن يدفع له كل يوم أربعة دراهم ، مقابل الآلات الحديدية والطواحين التى يصنعها .

    فاعتقد أبو لؤلؤة أنه مظلوم عند المغيرة ، وأن المغيرة يستغله ويظلمه ، ويأخذ منه مالاً كثيراً ! وهو أربعة دراهم فى اليوم !


    قال أبو لؤلؤة لعمر : يا أمير المؤمنين ؛ إن المغيرة قد أثقل علىٌ ، ويأخذ منى مالاً كثيراً ، فكلمه ليخفف عنىِ !



    قال له عمر : ماذا تحسن من الأعمال ؟
    فذكر له الأعمال التى يعملها من حدادة ونجارة ونقش !



    فقال له عمر : ماطلب المغيرة منك مالاً كثيراً ، فاتق الله ، وأحسن على مولاك .



    وكان فى نية عمر ، أن يكلم المغيرة عندما يقابله ، ويطلب منه أن يخفف على أبى لؤلؤة ! فذهب أبو لؤلؤة غاضباً ، وهو يقول : إن عَدل عمر وسع الناس كلهم غيرى ، فلم يعدل معى !




    وكان أبو لؤلؤة موتوراً حاقداً على عمر بالذات ، لنجاح المسلمين فى خلافته فى تحطيم الدولة الساسانية المجوسية ، وكان أبو لؤلؤة إذا رأى أطفال السبايا المجوس فى المدينة ، يمسح على رؤوسهم ويبكى ، ويقول : لقد أكل عمر كبدىِ !!!

    وبعد المحاورة بينه وبين عمر أضمر قتله .


    فصنع أبو لؤلؤة خنجراً له رأسان ، وكان حاداً ماضياً ، ونوى قتل عمر به .


    ذهب أبو لؤلؤة إلى الهرمزان ، وأراه الخنجر ، وقال له : كيف ترى هذا ؟ قال الهرمزان : إنك لا تضرب أحداً بهذا الخنجر إلا قتله ! وكان عمر - رضى الله عنه - يسير يوماً فى المدينة مع مجموعة من الصحابة ، فلقى أبا لؤلؤة فى الطريق .

    فقال له عمر : لقد سمعت أنك تقول لو أشاء لصنعتُ رحى (طاحونة) تطحن بالرى !
    فأجابه أبو لؤلؤة بغضب وحقد وعبوس : لأصنعن لك رحى يتحدث بها الناس !!

    فقال عمر للصحابة الذين معه : إن هذا العبد يهددنى ويتوعدنى !!

    واجتمع ثلاثة من المتآمرين : الهرمزان وأبو لؤلؤة المجوسى وجفينة ، يتدارسون كيفية تنفيذ المؤامرة واغتيال عمر ، وكان مع أبى لؤلؤة الخنجر الذى أعده لجريمته .



    وبينما كان الثلاثة مجتمعين ، مر بهم عبدالرحمن بن أبى بكر الصديق -رضى الله عنهما ، فلما شاهدوه خافوا وفزعوا ، وكانوا جالسين على الأرض ، فهبوا واقفين فزعين ، فسقط من أبى لؤلؤة الخنجر الذى كان يحمله ، وهو الخنجر الذى طعن به عمر بعد ذلك !!



    ونفذ أبو لؤلؤة مؤامرته ، وطعن عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - بخنجره المسموم ذى الحدين ، فجر يوم الأربعاء 26 ذى الحجة سنة 23هـ .




    قال أحد شهود الحادث العدوانى على الخليفة عمر ، وهو عمرو بن ميمون الأودىِ -رحمه الله- :

    إنى لقائم (أى : فى الصف ينتظر صلاة الفجر) ما بينى وبينه إلا عبدالله بن عباس ، غداة أصيب ، وكان إذا مر بين الصفين ، قال : استوا ، فإذا استووا تقدم فكبر ، وربما قرأ سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك فى الركعة الأولى ، حتى يجتمع الناس ، فما هو إلا أن كبر ، فسمعته يقول : قتلنى -أو أكلنى- الكلب ! حين طعنه ، فطال العلج بسكين ذات طرفين ، لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه ، حتى طعن ثلاثة عشر رجلاً ، مات منهم سبعة ، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه بُرنسا ، فلما ظن العلج أنه مأخوذ ، نحر نفسه ، وتناول عمر يد عبدالرحمن بن عوف قدمه - للصلاة بالناس - فمن يلى عمر ، فقد رأى الذى أرى ، وأما نواحى المسجد فإنهم لا يدرون ، غير أنهم قد فقدوا صوت عمر وهم يقولون : سبحان الله ، فصلى بهم عبدالرحمن صلاة خفيفة ، فلما أنصرفوا قال عمر : يا ابن عباس ، انظر من قتلنى ؟ فجال ساعة ، ثم جاء فقال : غلام المغيرة ، قال : الصنع ، قال : نعم ، قال : قاتله الله لقد أمرت بن معروفا ، الحمد لله الذى لم يجعل منيتى بيد رجل يدعى الإسلام ! ..



    قال عمرو بن ميمون يكمل روايته للحادث : فاحتمل إلى بيته فانطلقنا معه ، وكأن الناس لم تصيبهم مصيبة قبل يومئذ ، فأتي بنبيذ (ثمرة نبذت في ماء أي : نقعت فيه ، كانوا يفعلون ذلك لاستعذاب الماء) فشربه ، فجر من جوفه ، ثم أتىِ بلبن فشربه فخرج من جرحه ، فعلموا أنه ميت ، فدخلنا عليه ، وجاء الناس فجعلوا يثنون عليه .. وقال : يا عبدالله ابن عمر ، انظر ماعلىٌ من الدَين .

    فحسبوه فوجوده ستة وثمانين ألفا أو نحوه ، قال : إن وفى له مال آل عمر فأده من أموالهم ، وإلا فسل فى بنى عدى بن كعب ، فإن لم يتف أموالهم فسل فى قريش ، ولا تمدهم إلى غيرهم ، فأدٌ عنى هذا المال .

    وانطلق إلى عائشة أم المؤمنين - رضى الله عنها - فقل : يقرأ عليك عمر السلام ، ولا تقل أمير المؤمنين ، فإنى لست اليوم للمؤمنين أميراً ، وقل : يستأذن عمر بن الخطاب أن يبقى مع صاحبيه .



    فسلم عبدالله بن عمر واستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكى ، فقال : يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه ، فقالت : كنت أريد لنفسى ، ولأوثرنه به اليوم على نفسى ، فلما أقبل قيل : هذا عبدالله بن عمر قد جاء ، قال : ارفعونى ، فأسنده رجل إليه فقال : مالديك ؟ قال : الذى تحب يا أمير المؤمنين ، آذنت ؟ قال : الحمد لله ، ماكان من شئء أهم إلى من ذلك . فإذا أنا قضيت فاحملنى ثم سلم فقل : يستأذن عمر بن الخطاب؛ فإن أذن فأدخلونى ، وإن ردتنى ردونى إلى مقابر المسلمين .


    قال : فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشى ، عبدالله بن عمر قال : يستأذن عمر بن الخطاب ، قالت عائشة : أدخلوه فادخل ، فوضع هناك مع صاحبيه . "2"


    المصادر :
    "1" - الخلفاء الراشدون بين الاستخلاف والاستشهاد ، صالح الخالدىِ ص 82-84
    "2" - فصل الخطاب فى سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، على الصلابى ، ص644 "نقلاً عن صحيح البخارى ، كتاب فضائل الصحابة رقم 2700 .

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 6:53 am