السلام عليكم ورحمة الله
البعض يدعى ععدم جواز المشاركة فى الانتخابات والحياة السياسية فاليكم راى علمائنا فى هذا الصدد
فتاوى العلماء في جواز المشاركة السياسية"الانتخابات"
فتاوى العلماء في جواز المشاركة السياسية"الانتخابات"
اولا :- موقف علماء اللجنة الدائمة للافتاء بالسعودية
السؤال الخامس من الفتوى رقم (4029)
س: هل يجوز التصويت في الانتخابات والترشيح لها؟ مع العلم أن بلادنا تحكم بغير ما أنزل الله.
ج: لا يجوز للمسلم أن يرشح نفسه رجاء أن ينتظم في سلك حكومة تحكم بغير ما أنزل الله، وتعمل بغير شريعة الإسلام، فلا يجوز لمسلم أن ينتخبه أو غيره ممن يعملون في هذه الحكومة، إلا إذا كان من رشح نفسه من المسلمين ومن ينتخبون يرجون بالدخول في ذلك أن يصلوا بذلك إلى تحويل الحكم إلى العمل بشريعة الإسلام، واتخذوا ذلك وسيلة إلى التغلب على نظام الحكم، على ألا يعمل من رشح نفسه بعد تمام الدخول إلا في مناصب لا تتنافى مع الشريعة الإسلامية.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عبد الله بن قعود
عضو ... عبد الله بن غديان
نائب رئيس اللجنة ... عبد الرزاق عفيفي
الرئيس ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
.......................
الفتوى رقم (14676)
س: كما تعلمون عندنا في الجزائر ما يسمى بـ الانتخابات التشريعية) ، هناك أحزاب تدعو إلى الحكم الإسلامي، وهناك أخرى لا تريد الحكم الإسلامي, فما حكم الناخب على غير الحكم الإسلامي مع أنه يصلي؟
ج: يجب على المسلمين في البلاد التي لا تحكم الشريعة الإسلامية، أن يبذلوا جهدهم وما يستطيعونه في الحكم بالشريعة الإسلامية، وأن يقوموا بالتكاتف يدا واحدة في مساعدة الحزب الذي يعرف منه أنه سيحكم بالشريعة الإسلامية، وأما مساعدة من ينادي بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية فهذا لا يجوز، بل يؤدي بصاحبه إلى الكفر؛ لقوله تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} , {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}، ولذلك لما بين الله كفر من لم يحكم بالشريعة الإسلامية، حذر من مساعدتهم أو اتخاذهم أولياء، وأمر المؤمنين بالتقوى إن كانوا مؤمنين حقا، فقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عبد الله بن غديان
نائب رئيس اللجنة ... عبد الرزاق عفيفي
الرئيس ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
.....................
موقف المسلم من الأحزاب السياسية
السؤال الرابع من الفتوى رقم (6290)
السؤال: بعض الناس مسلمين ولكنهم ينخرطون في الأحزاب السياسية، ومن بين الأحزاب إما تابعة لروسيا أو تابعة لأمريكا، وهذه الأحزاب متفرعة وكثيرة؛ أمثال: حزب التقدم والاشتراكية، حزب الاستقلال، حزب الأحرار -حزب الأمة- حزب الشبيبة الاستقلالية، حزب الديمقراطية، إلى غيرها من الأحزاب التي تتقارب فيما بينها، ما هو موقف الإسلام من هذه الأحزاب، ومن المسلم الذي ينخرط في هذه الأحزاب، هل إسلامه صحيح؟
الجواب: من كان لديه بصيرة في الإسلام وقوة إيمان وحصانة إسلامية وبعد نظر في العواقب وفصاحة لسان، ويقوى مع ذلك على أن يؤثر في مجرى الحزب فيوجهه توجيها إسلاميا -فله أن يخالط هذه الأحزاب، أو يخالط أرجاهم لقبول الحق؛ عسى أن ينفع الله به، ويهدي على يديه من يشاء فيترك تيار السياسات المنحرفة إلى سياسة شرعية عادلة ينتظم بها شمل الأمة، فتسلك قصد السبيل، والصراط المستقيم، لكن لا يلتزم مبادئهم المنحرفة، ومن ليس عنده ذلك الإيمان ولا تلك الحصانة ويخشى عليه أن يتأثر ولا يؤثر، فليعتزل تلك الأحزاب؛ اتقاء للفتنة ومحافظة على دينه أن يصيبه منه ما أصابهم، ويبتلى بما ابتلوا به من الانحراف والفساد.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عبد الله بن قعود
عضو ... عبد الله بن غديان
نائب رئيس اللجنة ... عبد الرزاق عفيفي
الرئيس ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
.....................................
........................................
ثانيا :
- موقف العلامة عبد الرحمن السعدى
ذكر الشيْخُ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ في تفسيره تحت قولِهِ تعالى: (وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ) ما يُسْتَفادُ مِنْ قصّة شعيب مع قومه مِنْ فوائد
قال : ومنها أن الله يدفع عن المؤمنين بأسباب كثيرة قد يعلمون بعضها وقد لا يعلمون شيئا منها وربما دفع عنهم بسبب قبيلتهم أو أهل وطنهم الكفار كما دفع الله عن شعيب رجم قومه بسبب رهطه وأن هذه الروابط التي يحصل بها الدفع عن الإسلام والمسلمين لا بأس بالسعي فيها بل ربما تعين ذلك لأن الإصلاح مطلوب على حسب القدرة والإمكان , فعلى هذا لو ساعد المسلمون الذين تحت ولاية الكفار وعملوا على جعل الولاية جمهورية يتمكن فيها الأفراد والشعوب من حقوقهم الدينية والدنيوية لكان أولى من استسلامهم لدولة تقضي على حقوقهم الدينية والدنيوية وتحرص على إبادتها وجعلهم عمَلَةً وخَدَمًا لهم , نعم إن أمكن أن تكون الدولة للمسلمين وهم الحكام فهو المتعين ولكن لعدم إمكان هذه المرتبة فالمرتبة التي فيها دفع ووقاية للدين والدنيا مقدمة والله أعلم.(تفسير السعدى:1/388)
انظر الى حكمة العالم وفهمه لروح النصوص , سبحان الله
ثالثا:
- موقف العلامة المحدث احمد شاكر
فى عام 1941م , قام الشيخ احمد شاكر رحمه الله بتوجيه رسالة الى رجال القانون والقضاة فى مصر ينصحهم فيها ان يحكموا بشريعة الاسلام ويستبدلوا القوانين الوضعية بالقوانين الشرعية وختم رسالته لهم قائلا:
أما اذا ابيتم , واعيذكم بالله ان تأبوا , فسادعو علماء الازهر رجال الاسلام , رجاله ورجال مدرسة القضاء ودار العلوم , وسيستجيبون لى , وسيحملون عبء هذا العمل العظيم , وسيرفعون راية القران بأيديهم القوية , التى حملت مصباح العلم فى اقطار الاسلام ألف عام , وسينهضون به كما نهضوا من قبل بكل حركات الرقى والتقدم فى الامة , وفيهم رجال لا يبارون علما وكفائة وحكمة وعزما , وسيجدون الاعوان الصادقين المخلصين منكم رجال القانون ومن سائر طبقات الامة.
وإذ ذاك سيكون السبيل الى ما نبغى من نصرة الشريعة , السبيل الدستورى السلمى: ان نبث فى الامة دعوتنا , ونجاهد فيها ونجاهر بها , ثم نصاولكم عليها فى الانتخابات , ونحتكم فيها الى الامة , ولئن فشلنا مرة فسنفوز مرارا , بل سنجعل من اخفاقنا ان اخفقنا فى اول امرنا مقدمة لنجاحنا , بما سيحفز من الهمم ويوقظ من العزم , وبأنه سيكون مبصرا لنا مواقع خطونا , ومواضع خطئنا , وبأن عملنا سيكون خالصا لوجه الله.
فاذا وثقت الامة بنا , ورضيت عن دعوتنا , واختارت ان تحكم بشريعتها , طاعة لربها , وأرسلت منا نوابها الى البرلمان , فسيكون سبيلنا واياكم ان نرضى وان ترضوا بما يقضى به الدستور , فتلقوا الينا مقاليد الحكم , كما تفعل كل الاحزاب , اذا فاز احدها فى الانتخاب , ثم نفى لقومنا-ان شاء الله-بما وعدنا , من جعل القوانين كلها مستمدة من القران والسنة.
ومن بشائر الفوز وامارات النجاح باذن الله , ان رأينا كثيرا من ذوى الرأى يقولون بقولنا , ويتمنون ان تستجاب دعوتنا , ويرجون ان تعود الامة الى دينها وشريعتها , وان بعض الجمعيات القوية جعلت هذا المقصد من اهم مقاصدها.
(الكتاب و السنة يجب أن يكونا مصدر القوانين في مصر: لأحمد شاكر: ص 40 )
.........................
سبحان الله, انظر الى حسن ظن الشيخ بربه, وتفائله وعلو همته ....
ولئن فشلنا مرة فسنفوز مرارا !!!
رابعا :
- موقف العلامة المحدث محمد ناصر الدين الالبانى
موقف الشيخ الالبانى رحمه الله يتلخص فى الاتى:
1- بالنسبة للترشح الشيخ لا يرضى بسلوك طريق البرلمان ولا ينصح احد بالترشح للبرلمان
2- بالنسبة للناخبين يرى الشيخ وجوب المشاركة واختيار افضل المرشحين الاسلاميين او اختيار اقل المرشحين شرا على الامة , ويرى خروج النساء للاختيار ايضا , وهذا من باب ارتكاب اخف الضررين.
وقد سُئل الشيخ الالبانى رحمه الله ان بعض الاخوة ينقل عنك كلام متناقض بخصوص الانتخابات, القول الاول: انه لا ينبغى نزول الاخوان المسلمين فى الانتخابات لكن اذا نزلو فيجب علينا مؤازرتهم , والقول الثانى: انك لاترى نزولهم واذا نزلو لا نؤازرهم ؟
فقال الشيخ: القول الثانى خطأ , والقول الاول صحيح , لكن نحن لم نخصص الاخوان المسلمين دون غيرهم , ونحن لا ننصح مسلم ان يرشح نفسه فى هذة الانتخابات فى كل البلاد اليوم , لان الحكومات لا تحكم بما انزل الله , لكن انا اعلم ان هذا الرأى لا يقتنع به كثيرون من طلبة العلم ومن الدكاترة ومن كذا الى اخره , حينذ سنرى فى الساحة ناس يرشحون انفسهم من الاسلاميين , سواء كانو من هؤلاء او هؤلاء او هؤلاء , حينذ يجب علينا ان نختار من هؤلاء الذين نزلو فى ساحة الانتخابات , نحتار منهم الاصلح , ولا نفسح المجال لدخول الشيوعيين والبعثيين والدهريين والزنادقة ونحو ذلك , فقال احد الحاضرين: تقول يجب علينا ان نختار الافضل منهم؟! , فقال الشيخ: اى نعم. (سلسلة الهدى والنور – الشريط رقم:221)
.........................
وسئل الشيخ رحمه الله: ما حكم من اراد ان يذهب الى الانتخابات ؟
فقال: ينتخب الاقل شرا , ثم كررها , فقال السائل: مش فاهم؟ , فقال الشيخ: يعنى نازل مسلم ونازل شيوعى والشيوعى قريب لك , او الشيوعى من قبيلتك , اذا انتخبته وتركت المسلم فهذا لا يجوز , اذا نزل اثنين مسلمين واحد صالح والاخر طالح , اذا تركت الصالح واخترت الطالح لانه صديقك وهكذا فهذا لا يجوز , فقال السائل: يعنى لا يجوز الانتخاب بالمرة يا شيخ؟! , فقال الشيخ متعجبا: الله يهديك!! , فقال السائل: مش فاهم يا شيخ , فقال الشيخ: حط واحد يفهم عنك والسلام عليكم.
(متفرقات للالبانى – الشريط رقم: 150)
........................
واجاب الشيخ عن حكم خروج النساء الى الانتخابات فقال: يجوز لهن الخروج بالشروط المعروفة فى حقهن وهو ان يتجلببن الجلباب الشرعى , وان لا يختلطن بالرجال, هذا اولا , ثم ان ينتخبن من هو الاقرب الى المنهج العلمى الصحيح من باب دفع المفسدة الكبرى بالصغرى.
(حكم المشاركة فى الوزارة والمجالس النيابية: للاشقر: ص 144)
.................................
خامسا :
موقف العلامة عبد العزيز بن باز
سُئل الشيخ ـ رحمه الله ـ في لقاء مع مجلة الإصلاح السودانية في العدد 241 عن دخول الدعاة والعلماء المجالس النيابيةوالبرلمانية، والمشاركة في الانتخابات في البلاد التي لا تَحْكُم بشرع الله، وما الضابط في ذلك؟
فأجاب: هذا الدخول خطير يعنى برلمانات ومجالس نيابية ونحوها, الدخول فيها خطير.
لكن من دخل فيها عن علم وعن بصيرة يريد الحق, ويريد ان يوجه الناس الى الخير , ويريد ان يعرقل الباطل ليس الاصل هو الطمع فى الدنيا, ولا الطمع فى المعاش, وانما قد دخل لينصر دين الله وليجاهد فى الحق وفى ترك الباطل بهذة النية الطيبة, انا ارى انه لا حرج فى ذلك , وانه ينبغى حتى لا تخلو هذة المجالس من الخير واهله, اذا كان دخل بهذة النية وهو عنده بصيرة حتى يماحل عن الحق حتى يجادل عن الحق, وحتى يدعو الى ترك الباطل, ولعل الله ينفع به حتى تحكم الشريعة بهذة النية بهذا القصد مع العلم والبصيرة, فالله جل وعلا يأجره على ذلك.
اما اذا دخل بقصد الدنيا او بقصد الطمع فى الوظيفة لا يجوز هذا, لكن دخوله يريد وجه الله والدار الاخرة, يريد نصر الحق, يريد بيان الحق بادلته, لعل هذة المجالس ترجع اليه وتنيب اليه . (كتاب "الدعوة إلىالجماعة والائتلاف" ص151)
................................
وسُئل الشيخ ـ رحمه الله ـ كماجاء في مجلة لِواء الإسلام، العدد الثالث، ذو القعدة سنة 1409ه يونيو سنة 1989م عن شرعية الترشيح لمجلس الشعب، وحكم الإسلام فياستخراج بطاقة انتخابات بِنِيَّةِ انتخاب الدعاة والإخوة المتديِّنينلدخول المجلس؟
فأجاب الشيخ ابن باز قائلاً :
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى), لذا فلا حَرَجَ في الالتحاقِ بمجلسِ الشعْبِ إذا كان المقصود من ذلك تأييد الحق، وعدم الموافقة على الباطل؛ لما في ذلك مِنْ نصر الحق،والانضمام إلى الدُعاة إلى الله، كما أنه لا حَرَجَ كذلك في استخراجالبطاقة التي يُستعان بها على انتخابِ الدُعاة الصالحين، وتأييد الحقوأهله، والله الموفق.
(حكم المشاركة فى الوزارة والمجالس النيابية: للاشقر: ص 136)
.................................................. .
البعض يدعى ععدم جواز المشاركة فى الانتخابات والحياة السياسية فاليكم راى علمائنا فى هذا الصدد
فتاوى العلماء في جواز المشاركة السياسية"الانتخابات"
فتاوى العلماء في جواز المشاركة السياسية"الانتخابات"
اولا :- موقف علماء اللجنة الدائمة للافتاء بالسعودية
السؤال الخامس من الفتوى رقم (4029)
س: هل يجوز التصويت في الانتخابات والترشيح لها؟ مع العلم أن بلادنا تحكم بغير ما أنزل الله.
ج: لا يجوز للمسلم أن يرشح نفسه رجاء أن ينتظم في سلك حكومة تحكم بغير ما أنزل الله، وتعمل بغير شريعة الإسلام، فلا يجوز لمسلم أن ينتخبه أو غيره ممن يعملون في هذه الحكومة، إلا إذا كان من رشح نفسه من المسلمين ومن ينتخبون يرجون بالدخول في ذلك أن يصلوا بذلك إلى تحويل الحكم إلى العمل بشريعة الإسلام، واتخذوا ذلك وسيلة إلى التغلب على نظام الحكم، على ألا يعمل من رشح نفسه بعد تمام الدخول إلا في مناصب لا تتنافى مع الشريعة الإسلامية.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عبد الله بن قعود
عضو ... عبد الله بن غديان
نائب رئيس اللجنة ... عبد الرزاق عفيفي
الرئيس ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
.......................
الفتوى رقم (14676)
س: كما تعلمون عندنا في الجزائر ما يسمى بـ الانتخابات التشريعية) ، هناك أحزاب تدعو إلى الحكم الإسلامي، وهناك أخرى لا تريد الحكم الإسلامي, فما حكم الناخب على غير الحكم الإسلامي مع أنه يصلي؟
ج: يجب على المسلمين في البلاد التي لا تحكم الشريعة الإسلامية، أن يبذلوا جهدهم وما يستطيعونه في الحكم بالشريعة الإسلامية، وأن يقوموا بالتكاتف يدا واحدة في مساعدة الحزب الذي يعرف منه أنه سيحكم بالشريعة الإسلامية، وأما مساعدة من ينادي بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية فهذا لا يجوز، بل يؤدي بصاحبه إلى الكفر؛ لقوله تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} , {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}، ولذلك لما بين الله كفر من لم يحكم بالشريعة الإسلامية، حذر من مساعدتهم أو اتخاذهم أولياء، وأمر المؤمنين بالتقوى إن كانوا مؤمنين حقا، فقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عبد الله بن غديان
نائب رئيس اللجنة ... عبد الرزاق عفيفي
الرئيس ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
.....................
موقف المسلم من الأحزاب السياسية
السؤال الرابع من الفتوى رقم (6290)
السؤال: بعض الناس مسلمين ولكنهم ينخرطون في الأحزاب السياسية، ومن بين الأحزاب إما تابعة لروسيا أو تابعة لأمريكا، وهذه الأحزاب متفرعة وكثيرة؛ أمثال: حزب التقدم والاشتراكية، حزب الاستقلال، حزب الأحرار -حزب الأمة- حزب الشبيبة الاستقلالية، حزب الديمقراطية، إلى غيرها من الأحزاب التي تتقارب فيما بينها، ما هو موقف الإسلام من هذه الأحزاب، ومن المسلم الذي ينخرط في هذه الأحزاب، هل إسلامه صحيح؟
الجواب: من كان لديه بصيرة في الإسلام وقوة إيمان وحصانة إسلامية وبعد نظر في العواقب وفصاحة لسان، ويقوى مع ذلك على أن يؤثر في مجرى الحزب فيوجهه توجيها إسلاميا -فله أن يخالط هذه الأحزاب، أو يخالط أرجاهم لقبول الحق؛ عسى أن ينفع الله به، ويهدي على يديه من يشاء فيترك تيار السياسات المنحرفة إلى سياسة شرعية عادلة ينتظم بها شمل الأمة، فتسلك قصد السبيل، والصراط المستقيم، لكن لا يلتزم مبادئهم المنحرفة، ومن ليس عنده ذلك الإيمان ولا تلك الحصانة ويخشى عليه أن يتأثر ولا يؤثر، فليعتزل تلك الأحزاب؛ اتقاء للفتنة ومحافظة على دينه أن يصيبه منه ما أصابهم، ويبتلى بما ابتلوا به من الانحراف والفساد.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عبد الله بن قعود
عضو ... عبد الله بن غديان
نائب رئيس اللجنة ... عبد الرزاق عفيفي
الرئيس ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
.....................................
........................................
ثانيا :
- موقف العلامة عبد الرحمن السعدى
ذكر الشيْخُ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ في تفسيره تحت قولِهِ تعالى: (وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ) ما يُسْتَفادُ مِنْ قصّة شعيب مع قومه مِنْ فوائد
قال : ومنها أن الله يدفع عن المؤمنين بأسباب كثيرة قد يعلمون بعضها وقد لا يعلمون شيئا منها وربما دفع عنهم بسبب قبيلتهم أو أهل وطنهم الكفار كما دفع الله عن شعيب رجم قومه بسبب رهطه وأن هذه الروابط التي يحصل بها الدفع عن الإسلام والمسلمين لا بأس بالسعي فيها بل ربما تعين ذلك لأن الإصلاح مطلوب على حسب القدرة والإمكان , فعلى هذا لو ساعد المسلمون الذين تحت ولاية الكفار وعملوا على جعل الولاية جمهورية يتمكن فيها الأفراد والشعوب من حقوقهم الدينية والدنيوية لكان أولى من استسلامهم لدولة تقضي على حقوقهم الدينية والدنيوية وتحرص على إبادتها وجعلهم عمَلَةً وخَدَمًا لهم , نعم إن أمكن أن تكون الدولة للمسلمين وهم الحكام فهو المتعين ولكن لعدم إمكان هذه المرتبة فالمرتبة التي فيها دفع ووقاية للدين والدنيا مقدمة والله أعلم.(تفسير السعدى:1/388)
انظر الى حكمة العالم وفهمه لروح النصوص , سبحان الله
ثالثا:
- موقف العلامة المحدث احمد شاكر
فى عام 1941م , قام الشيخ احمد شاكر رحمه الله بتوجيه رسالة الى رجال القانون والقضاة فى مصر ينصحهم فيها ان يحكموا بشريعة الاسلام ويستبدلوا القوانين الوضعية بالقوانين الشرعية وختم رسالته لهم قائلا:
أما اذا ابيتم , واعيذكم بالله ان تأبوا , فسادعو علماء الازهر رجال الاسلام , رجاله ورجال مدرسة القضاء ودار العلوم , وسيستجيبون لى , وسيحملون عبء هذا العمل العظيم , وسيرفعون راية القران بأيديهم القوية , التى حملت مصباح العلم فى اقطار الاسلام ألف عام , وسينهضون به كما نهضوا من قبل بكل حركات الرقى والتقدم فى الامة , وفيهم رجال لا يبارون علما وكفائة وحكمة وعزما , وسيجدون الاعوان الصادقين المخلصين منكم رجال القانون ومن سائر طبقات الامة.
وإذ ذاك سيكون السبيل الى ما نبغى من نصرة الشريعة , السبيل الدستورى السلمى: ان نبث فى الامة دعوتنا , ونجاهد فيها ونجاهر بها , ثم نصاولكم عليها فى الانتخابات , ونحتكم فيها الى الامة , ولئن فشلنا مرة فسنفوز مرارا , بل سنجعل من اخفاقنا ان اخفقنا فى اول امرنا مقدمة لنجاحنا , بما سيحفز من الهمم ويوقظ من العزم , وبأنه سيكون مبصرا لنا مواقع خطونا , ومواضع خطئنا , وبأن عملنا سيكون خالصا لوجه الله.
فاذا وثقت الامة بنا , ورضيت عن دعوتنا , واختارت ان تحكم بشريعتها , طاعة لربها , وأرسلت منا نوابها الى البرلمان , فسيكون سبيلنا واياكم ان نرضى وان ترضوا بما يقضى به الدستور , فتلقوا الينا مقاليد الحكم , كما تفعل كل الاحزاب , اذا فاز احدها فى الانتخاب , ثم نفى لقومنا-ان شاء الله-بما وعدنا , من جعل القوانين كلها مستمدة من القران والسنة.
ومن بشائر الفوز وامارات النجاح باذن الله , ان رأينا كثيرا من ذوى الرأى يقولون بقولنا , ويتمنون ان تستجاب دعوتنا , ويرجون ان تعود الامة الى دينها وشريعتها , وان بعض الجمعيات القوية جعلت هذا المقصد من اهم مقاصدها.
(الكتاب و السنة يجب أن يكونا مصدر القوانين في مصر: لأحمد شاكر: ص 40 )
.........................
سبحان الله, انظر الى حسن ظن الشيخ بربه, وتفائله وعلو همته ....
ولئن فشلنا مرة فسنفوز مرارا !!!
رابعا :
- موقف العلامة المحدث محمد ناصر الدين الالبانى
موقف الشيخ الالبانى رحمه الله يتلخص فى الاتى:
1- بالنسبة للترشح الشيخ لا يرضى بسلوك طريق البرلمان ولا ينصح احد بالترشح للبرلمان
2- بالنسبة للناخبين يرى الشيخ وجوب المشاركة واختيار افضل المرشحين الاسلاميين او اختيار اقل المرشحين شرا على الامة , ويرى خروج النساء للاختيار ايضا , وهذا من باب ارتكاب اخف الضررين.
وقد سُئل الشيخ الالبانى رحمه الله ان بعض الاخوة ينقل عنك كلام متناقض بخصوص الانتخابات, القول الاول: انه لا ينبغى نزول الاخوان المسلمين فى الانتخابات لكن اذا نزلو فيجب علينا مؤازرتهم , والقول الثانى: انك لاترى نزولهم واذا نزلو لا نؤازرهم ؟
فقال الشيخ: القول الثانى خطأ , والقول الاول صحيح , لكن نحن لم نخصص الاخوان المسلمين دون غيرهم , ونحن لا ننصح مسلم ان يرشح نفسه فى هذة الانتخابات فى كل البلاد اليوم , لان الحكومات لا تحكم بما انزل الله , لكن انا اعلم ان هذا الرأى لا يقتنع به كثيرون من طلبة العلم ومن الدكاترة ومن كذا الى اخره , حينذ سنرى فى الساحة ناس يرشحون انفسهم من الاسلاميين , سواء كانو من هؤلاء او هؤلاء او هؤلاء , حينذ يجب علينا ان نختار من هؤلاء الذين نزلو فى ساحة الانتخابات , نحتار منهم الاصلح , ولا نفسح المجال لدخول الشيوعيين والبعثيين والدهريين والزنادقة ونحو ذلك , فقال احد الحاضرين: تقول يجب علينا ان نختار الافضل منهم؟! , فقال الشيخ: اى نعم. (سلسلة الهدى والنور – الشريط رقم:221)
.........................
وسئل الشيخ رحمه الله: ما حكم من اراد ان يذهب الى الانتخابات ؟
فقال: ينتخب الاقل شرا , ثم كررها , فقال السائل: مش فاهم؟ , فقال الشيخ: يعنى نازل مسلم ونازل شيوعى والشيوعى قريب لك , او الشيوعى من قبيلتك , اذا انتخبته وتركت المسلم فهذا لا يجوز , اذا نزل اثنين مسلمين واحد صالح والاخر طالح , اذا تركت الصالح واخترت الطالح لانه صديقك وهكذا فهذا لا يجوز , فقال السائل: يعنى لا يجوز الانتخاب بالمرة يا شيخ؟! , فقال الشيخ متعجبا: الله يهديك!! , فقال السائل: مش فاهم يا شيخ , فقال الشيخ: حط واحد يفهم عنك والسلام عليكم.
(متفرقات للالبانى – الشريط رقم: 150)
........................
واجاب الشيخ عن حكم خروج النساء الى الانتخابات فقال: يجوز لهن الخروج بالشروط المعروفة فى حقهن وهو ان يتجلببن الجلباب الشرعى , وان لا يختلطن بالرجال, هذا اولا , ثم ان ينتخبن من هو الاقرب الى المنهج العلمى الصحيح من باب دفع المفسدة الكبرى بالصغرى.
(حكم المشاركة فى الوزارة والمجالس النيابية: للاشقر: ص 144)
.................................
خامسا :
موقف العلامة عبد العزيز بن باز
سُئل الشيخ ـ رحمه الله ـ في لقاء مع مجلة الإصلاح السودانية في العدد 241 عن دخول الدعاة والعلماء المجالس النيابيةوالبرلمانية، والمشاركة في الانتخابات في البلاد التي لا تَحْكُم بشرع الله، وما الضابط في ذلك؟
فأجاب: هذا الدخول خطير يعنى برلمانات ومجالس نيابية ونحوها, الدخول فيها خطير.
لكن من دخل فيها عن علم وعن بصيرة يريد الحق, ويريد ان يوجه الناس الى الخير , ويريد ان يعرقل الباطل ليس الاصل هو الطمع فى الدنيا, ولا الطمع فى المعاش, وانما قد دخل لينصر دين الله وليجاهد فى الحق وفى ترك الباطل بهذة النية الطيبة, انا ارى انه لا حرج فى ذلك , وانه ينبغى حتى لا تخلو هذة المجالس من الخير واهله, اذا كان دخل بهذة النية وهو عنده بصيرة حتى يماحل عن الحق حتى يجادل عن الحق, وحتى يدعو الى ترك الباطل, ولعل الله ينفع به حتى تحكم الشريعة بهذة النية بهذا القصد مع العلم والبصيرة, فالله جل وعلا يأجره على ذلك.
اما اذا دخل بقصد الدنيا او بقصد الطمع فى الوظيفة لا يجوز هذا, لكن دخوله يريد وجه الله والدار الاخرة, يريد نصر الحق, يريد بيان الحق بادلته, لعل هذة المجالس ترجع اليه وتنيب اليه . (كتاب "الدعوة إلىالجماعة والائتلاف" ص151)
................................
وسُئل الشيخ ـ رحمه الله ـ كماجاء في مجلة لِواء الإسلام، العدد الثالث، ذو القعدة سنة 1409ه يونيو سنة 1989م عن شرعية الترشيح لمجلس الشعب، وحكم الإسلام فياستخراج بطاقة انتخابات بِنِيَّةِ انتخاب الدعاة والإخوة المتديِّنينلدخول المجلس؟
فأجاب الشيخ ابن باز قائلاً :
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى), لذا فلا حَرَجَ في الالتحاقِ بمجلسِ الشعْبِ إذا كان المقصود من ذلك تأييد الحق، وعدم الموافقة على الباطل؛ لما في ذلك مِنْ نصر الحق،والانضمام إلى الدُعاة إلى الله، كما أنه لا حَرَجَ كذلك في استخراجالبطاقة التي يُستعان بها على انتخابِ الدُعاة الصالحين، وتأييد الحقوأهله، والله الموفق.
(حكم المشاركة فى الوزارة والمجالس النيابية: للاشقر: ص 136)
.................................................. .